responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 328


خطر الانسياق لآراء الآخرين آفة الانسياق معقدة وخطرة إلى درجة أن القرآن الكريم يحذر النبي ( صلى الله عليه وآله ) منها ، ويؤكد أن فضل الله ورحمته هما اللذان يحولان دون انسياقه لآراء الآخرين :
* ( ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شئ ) * [1] .
ومهما كان شأن نزول الآية الكريمة [2] فهي تشعر بوضوح أن مؤامرة كانت مبيتة .
وكان هدف المتآمرين النفوذ في رأي النبي وحمله على اتخاذ قرار خاطئ ، بيد أن فضل الله ورحمته حالا دون ذلك .
النقطة الأدق - من منظار القرآن الكريم - هي أن آفة الانسياق لآراء الآخرين خطرة إلى درجة أنها إذا لم يوق منها فقد تبلغ حتى تحريف الوحي الإلهي !
* ( وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا * ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم



[1] النساء : 113 .
[2] روي أن رجلا في عهد النبي ( صلى الله عليه وآله ) يدعى " بشيرا " من بني أبيرق دخل بيت مسلم يعرف برفاعة ، وأخذ له طعاما وسيفا ودرعا . فشكا ذلك إلى ابن أخيه قتادة بن النعمان ، وكان بدريا . فأتى قتادة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأخبره ، بيد أن بشيرا وأخويه بشرا ومبشرا اتهموا لبيد بن سهل - جار رفاعة - بالسوكان مسلما ذا حسب ونسب . فاضطرب لبيد من هذه التهمة المفتراة ، وأصلت سيفه وخرج إليهم ، وقال : أترمونني بالسرق وأنتم أولى به مني ، وأنتم منافقون تهجون رسول الله وتنسبون ذلك إلى قريش ؟ ! لتبينن ذلك أو لأضعن سيفي فيكم ! فداروه . ولكن عندما علموا أن قتادة أخبر النبي بذلك طلبوا من أحد خطبائهم أن يأتي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في جماعة ويبرئ السارقين ، ويرمي قتادة بالقذف . فقبل ( صلى الله عليه وآله ) شهادتهم عملا بالظاهر القتادة البرئ غما شديدا ، ورجع إلى عمه وأخبره متأسفا كثيرا ، فطيب خاطره ، وقال له : الله المستعان ! فنزلت الآيات ( 105 ، 113 ) وبرأت هذا الرجل ، ووبخت الخونة الحقيقيين بشدة . انظر تفسير نمونه ( الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل ) : 4 / 110 - 111 ، مجمع البيان : 3 / 160 - 161 .

328

نام کتاب : القيادة في الإسلام نویسنده : محمد الريشهري    جلد : 1  صفحه : 328
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست