نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 90
أثر له في المقام لانحلاله لدورانه بين ما هو محل الابتلاء وما هو غير محل الابتلاء ، ذلك أن القرآن الكريم ليس مقصورا على بيان الأحكام الشرعية فحسب ، بل فيه القصص والحكايات والحكم والأمثال ، إلى أمثال ذلك ، فلا أثر لهذا العلم الاجمالي ببركة هذا الانحلال . المرحلة الثالثة : في وقوع التحريف فيه - أعني القرآن - من حيث النظم والتأليف والجمع والتدوين ، وذلك كتقديم الناسخ على المنسوخ ، والمتشابه على المحكم ، والمتأخر نزولا على المتقدم فيه ، وقد قال بهذا قائلون ونحن لا نقول به ، وإن كان القول لا يستلزم ما يلزم الأقوال السابقة من المحاذير . بقي شئ ، وهو أن هذا المعنى الذي ذكرناه ، من أن القرآن الكريم لم يوصم بوصمة وقوع التحريف فيه ، هي ميزة القرآن الكريم ، امتاز بها على سائر الكتب المقدسة ، مثل التوراة والإنجيل ، فإن تلك الكتب قد وقعت معرضا للتحريف فتلاعبت بها أيدي المحرفين ، ولنا على ذلك دليلان : دليل إجمالي ، ودليل تفصيلي . أما الدليل الاجمالي على وقوع التحريف في التوراة ، فهو أن التوراة - باعتراف الإسرائيليين - عرضتها عوارض تقضي عليها في أن تكون معرضا للتحريف ، وأما الإنجيل ، فقد اعترف الكثير من علماء المسيحيين أنها لم تكتب على عهد المسيح عيسى ( عليه السلام ) ، وإنما كتبت من بعده ، وقد تناقضت الأناجيل فيما بينها في كثير من التعاليم والسير . وأما الدليل التفصيلي : فهو أن الكتب المقدسة عند الديانتين : الديانة الإسرائيلية - اليهودية - ، والديانة المسيحية - النصرانية - تنحصر في كتابين هما : العهدان : العهد القديم - وهو التوراة - والتوراة كتاب مقدس في نظر كلتا الديانتين اليهودية والمسيحية ، وتشتمل على تسعة وثلاثين سفرا . والعهد الجديد ، وهو
90
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 90