نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 84
سورة ، ولكن حذف ما كان متبينا في مصحف أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من تأويله وتفسير معانيه على حقيقة تنزيله . وقال سيدنا علم الهدى السيد المرتضى طاب ثراه وقدس الله روحه - حسبما نقله عنه الشيخ الطبرسي في تفسيره المسمى بمجمع البيان [1] - ، قال ( قدس سره ) : إن العلم بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكبار والوقائع العظام ، والكتب المشهورة ، وأشعار العرب المسطورة ، فإن العناية اشتدت ، والدواعي توفرت على نقله وحراسته ، وبلغت إلى حد لم يبلغه غيره ، لأن القرآن معجزة النبوة ، ومأخذ العلوم الشرعية والأحكام الدينية ، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغاية حتى عرفوا كل شئ اختلف فيه من إعرابه وقراءته وحروفه وآياته ، فكيف يجوز أن يكون مغيرا أو منقوصا مع العناية الصادقة والضبط الشديد ؟ وقال أيضا ( قدس سره ) : إن العلم بتفسير القرآن وأبعاضه في صحة نقله كالعلم بجملته ، وجرى ذلك مجرى ما علم ضرورة من الكتب المصنفة ، ككتاب سيبويه والمازني ، فإن أهل العناية بهذا الشأن يعلمون من تفصيلها ما يعلمون من جملتها ، حتى لو أن مدخلا أدخل في كتاب سيبويه بابا في النحو ليس من الكتاب ، لعرف وميز وعلم أنه ملحق ليس من أصل الكتاب ، وكذلك القول في كتاب المازني ، ومعلوم أن العناية بنقل القرآن وضبطه أصدق من العناية بضبط كتاب سيبويه ودواوين الشعراء . وذكر أيضا طاب ثراه أن القرآن كان على عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مجموعا مؤلفا على ما هو عليه الآن ، واستدل على ذلك بأن القرآن كان يدرس ويحفظ جميعه في ذلك الزمان حتى عنى جماعة من الصحابة في حفظهم له ، وكان يعرض على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ويتلى عليه ، وأن جماعة من الصحابة مثل : عبد الله بن مسعود ، وأبي بن