responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي    جلد : 1  صفحه : 76


نرى علماء البيان فسروا الغرابة : بأنها هي كون الكلمة وحشية غير ظاهرة المعنى ، ولا مأنوسة الاستعمال ، ونحن حيث نأتي إلى مفردات هذا التعريف نجد القرآن الكريم خليا عن هذا الوصف المعيب المخل بفصاحة الكلمة ، وذلك لأن الظاهر أن قولهم : " غير ظاهرة ، ولا مأنوسة الاستعمال " أخذ في التعريف تفسيرا للوحشية التي هي منسوبة إلى الوحش الذي يسكن القفار ، فكأن الكلمة الغريبة لعدم مأنوسيتها وعدم ظهورها في المعنى الموضوعة له ، من كلام الوحش الذي يسكن القفار .
ومما لا ريب فيه أن المتشابه في القرآن ليس كذلك .
ومما يدل على ما ذكرناه من أن الوحشية أخذت في التعريف وصفا أو تفسيرا للغرابة أنهم قالوا : إن الوحشي قسمان : غريب حسن ، وغريب قبيح . فالغريب الحسن : هو الذي لا يعاب استعماله على العرب ، لأنه لم يكن وحشيا عندهم ، وذلك مثل : شرنبث واشمخر وقمطر ، وهي في النظم أحسن منها في النثر ، قالوا : ومنه غريب القرآن والحديث ، والغريب القبيح يعاب استعماله مطلقا ويسمى الوحشي الغليظ ، وهو أن يكون مع كونه غريب الاستعمال ثقيلا على السمع ، كريها على الذوق ، ويسمى أيضا عندهم بالمتوعر ، وذلك مثل جحيش للفريد ، واطلخم الأمر بمعنى أظلم وأبهم ، وجفخث بمعنى فخرت ، وأمثال ذلك .
وإن قلنا : بأن كون الكلمة غير ظاهرة المعنى ولا مأنوسة الاستعمال ، قيد زائد على الوحشية ، فهو في نفسه عيب مستقل يخل بفصاحة الكلمة استقلالا وفي حد ذاته ، فالوحشية شئ ، والغرابة شئ آخر ، كما قد يدل عليه مقال بعضهم في هذا المقام ، حيث قال : الغرابة - كما يفهم من كتبهم - : كون الكلمة غير مشهورة الاستعمال ، وهي في مقابلة المعتادة ، وهي بحسب قوم دون آخرين ، والوحشية هي

76

نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست