نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 74
فحينئذ يبقى في الجهل والتقليد . الوجه الرابع : أنه لما كان القرآن مشتملا على المحكم افتقر إلى تعلم طرق التأويلات وترجيح بعضها على بعض ، وافتقر تعلم ذلك إلى تحصيل علوم كثيرة من علم اللغة والنحو ، وعلم أصول الفقه ، والفقه والكلام ، وعلم التفسير ، ولو لم يكن في القرآن متشابه لما احتاج الانسان إلى تحصيل هذه العلوم الكثيرة ، فحرم هذه الفوائد الوفيرة ، فكان إيراد المتشابهات لأجل تحصيل هذه العلوم الكثيرة ، وكفى بها فائدة . الوجه الخامس : وهو عند بعض محققي المفسرين أنه هو السبب الأقوى في هذا الباب - هو أن القرآن كتاب مشتمل على دعوة الخواص والعوام - بمعنى أنه كتاب ينذر به كل من بلغه ذلك الكتاب من الناس أجمعين ، العارفين منهم وغير العارفين ، سواء في ذلك من حضر زمن الخطاب ومن لم يحضر ذلك الزمان ، كما صرح بذلك الكتاب الكريم نفسه ، ونظرا إلى أن طباع العوام تنبو في أكثر الأمور عن إدراك الحقائق ، فمن سمع منهم أول الأمر إثبات موجود ليس بجسم ، ولا بمتحيز ، ولا بمشار اليه ، ظن أن هذا عدم ونفي فيقع في التعطيل ، فكان الأصلح أن يخاطبوا بألفاظ دالة على بعض ما يناسب ما يتوهمونه ويتخيلونه ، ثم لا يقتصر على هذا وحده ليكون ذلك إغراء بالجهل ، وايقاعا في ظلمات الأوهام ، بل يمزج ذلك بالكلام الصريح الدال على الحق الصحيح ، فالقسم الأول - وهو المخاطبون به بادئ ذي بدء - هو المتشابهات ، والقسم الثاني - وهو الذي يكشف لهم آخر الأمر - هو المحكمات . ونقول بوجه أوضح : هو أن الله تعالى أنزل القرآن الكريم على رسوله العظيم ليكون قرآن الناس أجمعين ، فكما أن رسالة الرسول الأعظم هي رسالة إلى الناس كافة ، وهو ( صلى الله عليه وآله ) رسول الناس عامة ، فليس هو ( صلى الله عليه وآله ) رسول زمانه فقط ، ولا رسالته هي
74
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 74