responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي    جلد : 1  صفحه : 44


فإن قلت : ما الصحيح من هذه المقامات الثلاثة ؟
فاعلم أن من الناس من لم يثبت إلا الثالث ، وإنما الحق الذي انكشف لنا من طريق الاستبصار أن كل ذلك في حيز الإمكان ، وأن من ينكر بعض ذلك لضيق حوصلته وجهله باتساع قدرة الله تعالى وعجائب تدبيره ، منكر من أفعال الله تعالى ما لم يأنس به وما لم يألفه ، وذلك جهل وقصور ، بل هذه الطرق الثلاثة في التعذيب ممكنة والتصديق بها واجب ، ورب عبد يعاقب بنوع واحد من هذه الأنواع الثلاثة ، هذا هو الحق فصدق به .
ثم قال : وسؤال منكر ونكير حق لقوله ( صلى الله عليه وآله ) : " إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما : منكر ، وللآخر : نكير ، يقولان : ما كنت تقول في هذا الرجل - يعني النبي محمد - ؟ فإن كان مؤمنا قال : هو عبد الله ورسوله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) " [1] ، إلى أن قال : والأحاديث الظاهرة الدالة على عذاب القبر ونعيمه ، وسؤال الملكين أكثر من أن يحصر بحيث يبلغ قدره المشترك حد التواتر وإن كان كل منهما أخبار آحاد ، واتفق عليه السلف الصالح قبل ظهور المخالفين ، وأنكره مطلقا ضرار بن عمر ، وأكثر متأخري المعتزلة وبعض الروافض متمسكين بأن الميت جماد فلا يعذب ، وما سبق حجة عليهم ، ومن تأمل عجائب الملك والملكوت وغرائب صنعه تعالى لم يستنكف عن قبول أمثال هذا ، فإن للنفس نشآت ، وفي كل نشأة تشاهد صورا تقتضيها تلك النشأة ، فكما أنها تشاهد في المنام أمورا لم تكن تشاهد في اليقظة فكذا تشاهد في حال انخلاع البدن أمورا لم تكن تشاهد في الحياة ، وإلى هذا يشير قول من قال : " الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا " انتهى .



[1] سنن الترمذي : 2 / 267 ح 1077 ، بحار الأنوار : 6 / 276 .

44

نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست