responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي    جلد : 1  صفحه : 43


لذلك نرى الغزالي قال في الإحياء [1] : اعلم أن لك ثلاث مقامات في التصديق بأمثال هذا :
أحدها : وهو الأظهر والأصح ، أن نصدق بأن الحية موجودة تلدغ الميت ولكنا لا نشاهد ذلك ، فإن تلك العين لا تصلح لمشاهدة الأمور الملكوتية في كل ما يتعلق بعالم الآخرة ، فهو من عالم الملكوت ، أما ترى أن الصحابة كيف كانوا يؤمنون بنزول جبرئيل وما كانوا يشاهدونه ويؤمنون أنه يشاهده ؟ فإن كنت لا تؤمن بهذا ، فتصحيح الإيمان بالملائكة والوحي عليك أوجب ، وإن آمنت به وجوزت أن يشاهد النبي ما لا تشاهده الأمة ، فكيف لا يجوز هذا في الميت ؟
المقام الثاني : أن تتذكر أمر النائم فإنه يرى في منامه حية تلدغه وهو يتألم بذلك حتى يرى في نومه أنه يصيح ويعرق جبينه ، وقد ينزعج من مكانه ، كل ذلك يدركه من نفسه ويتأذى به كما يتأذى اليقظان ، وأنت ترى ظاهره ساكنا ولا ترى في حواليه حية والحية موجودة في حقه والعذاب حاصل ، ولكنه في حقك غير مشاهد ، وإن كان العذاب ألم اللدغ ، فلا فرق بين حية تتخيل أو حية تشاهد .
المقام الثالث : إن الحية بنفسها لا تؤلم ، بل الذي يلقاك منها هو السم ، ثم السم ليس الألم ، بل عذابك في الأثر الذي يحصل فيك من السم ، فلو حصل ذلك من غير سم فكان ذلك العذاب قد توفر ، وقد لا يمكن تعريف ذلك العذاب إلا بأن يضاف إلى السبب الذي يفضي إليه في العادة ، والصفات المهلكات تنقلب مؤذيات ومؤلمات في النفس عند الموت فتكون آلامها كآلام لدغ الحيات من غير وجود الحيات .



[1] إحياء علوم الدين : 4 / 500 - 503 ، بحار الأنوار : 6 / 275 .

43

نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست