نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 42
طيب الله مرقده روى في الكافي [1] - بسند حسن كالصحيح - عن زرارة ، قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : أرأيت الميت إذا مات ، لم تجعل له الجريدتان ؟ قال : " يتجافى عنه العذاب والحساب ما دام العود رطبا " ، قال : " والعذاب كله في يوم واحد في ساعة واحدة ، قدر ما يدخل القبر ويرجع القوم وإنما جعلت السعفتان لذلك فلا يصيبهما عذاب ولا حساب بعد حقوقهما إن شاء الله " . وقد جمع بين هذه المختلفات بوجوه ثلاثة : أحدها : أن يجعل اتصال العذاب مختصا بالكافر كما تضمنه بعض الأخبار ، والانقطاع بالنسبة إلى المؤمن العاصي . ثانيها : أن يكون المراد أن عذاب الروح في بدنه الأصلي يوم يرجع إليه يكون في ساعة واحدة . ثالثها : أن يكون المراد أن ابتداء جميع أنواع العذاب وأقسامه في الساعة الأولى ، فإذا لم يبتدأ فيها يرتفع العذاب رأسا . المرحلة الخامسة : في أن الاعتقاد في مثل هذه الأمور واجب ، لكن يكفي فيه الاجمال ، ولا يشترط التفصيل ، بمعنى أنه يجب أن يعتقد المكلف أن في القبر عذابا ، لكن ما هو ؟ وكيف هو ؟ فإن هذا ليس واجب الاعتقاد ، فإن الاجماع إنما حصل على الصورة الإجمالية ، وفي التفاصيل خلاف كثير ، والآيات مجملة البيان ، والروايات مختلفة المتون مختلفة الأسانيد ، ثم هي بعد ذلك عرضة للآراء واستنباط المستنبطين وفهم السامعين ، إذ الكثير منها ليس من النصوص إنما هي الظواهر ، ومحتملات الظواهر كثيرة .