نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 36
وكما روي أنه ( صلى الله عليه وآله ) مر بقبرين فقال : " إنهما يعذبان وما يعذبان عن كبيرة ، بل لأن أحدهما كان لا يستنزه عن البول ، وأما الثاني فكان يمشي بالنميمة " [1] . وكقوله ( صلى الله عليه وآله ) : " واستنزهوا عن البول فإن عامة عذاب القبر منه " [2] . وكقوله ( صلى الله عليه وآله ) في حق سعد بن معاذ : " لقد ضغطته الأرض ضغطة اختلفت بها ضلوعه " [3] . إلى غير ذلك من الأحاديث التي هي عند الكل صحاح . المرحلة الثانية : في بيان من أو ما هو المعذب في البرزخ ، هل هو الروح في بدنها أو الروح في بدن آخر ، أو الروح مستقلة ؟ وعلى التقدير الأول : فما هي كيفيته ؟ وعلى الثاني : فما هي كيفيته ؟ وعلى التقدير الثالث : فما هي كيفيته ؟ ذهب فريق إلى أن المعذب هو الروح في بدنها على اختلاف في ذلك ، فقول بأن الروح تعود إلى الميت عند القبر إلى حقويه ، وقول بأن الروح كلها تعود له ، ودليلهم في ذلك : أن الأدلة دلت على أن الميت يسأل في قبره عن أشياء ولا يسأل إلا الحي ، فلا بد من عود الروح ، وبأن الروح لم تفارقه ولكنها لا تستتبع الحركة فهو كالحي في كثير من الشؤون . ودليلهم على هذا ما ورد عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) من طريق الفريقين من أنه ( صلى الله عليه وآله ) وقف على قليب بدر مخاطبا للمشركين المقتولين في ذلك اليوم : بئس الجيران كنتم لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أخرجتموه وطردتموه ، ثم اجتمعتم عليه وحاربتموه ، فقد وجدت