responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي    جلد : 1  صفحه : 328


وعلى أي حال ، ومهما يكن من أمر ، فقد عرفت عرفانا لا يقبل الشك والارتياب أن التشريع الديني والتحرر الفكري يقضيان قضاء جازما لا رد فيه ولا ترديد بفتح باب الاجتهاد فتحا يفتح به ألف باب ، ولا يريان سد هذا الباب بوجه من الوجوه .
فهاهنا سؤال هو منبت الداء وأصل البلاء ، هو : أنه من سد هذا الباب في هذا اليوم وقد يقدر له أن يبقى مسدودا ولا يقدر أن يفتح مهما تعاقبت الأجيال والسنين ، وهو باب قد كان مفتوحا على مصراعيه عند الصحابة والتابعين وتابعي التابعين باعتراف من الجميع لا يقبل الجدل والانكار ، وقد ينفتح لنا - ببركة فتح باب الاجتهاد - ؟ من هذا السؤال سؤال آخر : هو أن سد باب الاجتهاد في هذا اليوم وهذا العصر كان باجتهاد أم كان بتقليد ؟ إن قلت بالأول ناقضت مبدأك الذي تسير عليه ، فإن هذا فتح لباب الاجتهاد وأنت تستنكره أشد الاستنكار . وإن قلت بالثاني انتكست عن اعتراف لا تجد مجالا فيه لإنكار أو جحود ، فمن الذي قاله من الصحابة والتابعين يتبع فيه إن صح اتباعهم أو تقليدهم في مثل هذه الشؤون .
لقد عرفت أن التقليد - وقد عرفت معناه ومغزاه - إنما سوغ واستسيغ لمن لم يبلغ مرتبة الاجتهاد من المكلفين بما دلت عليه أدلته من آيات وروايات ، وبما ظهر لك من شئ أو بعض شئ من الحكم والفوائد .
هذا شئ لا ينكره العقلاء ولا المتشرعون ، لكن من الذي فرض على الناس أن يكونوا جهلاء حتى يحكم عليهم بالاتباع والتقليد ؟ ومن الذي خول أولئك المذاهب أن يحرزوا مرتبة الاجتهاد ثم يقف الاجتهاد عند حد هؤلاء فلا يعود سائغ الحصول والتحصيل لغيرهم من الناس أجمعين ؟ إن هذه في الحقيقة جناية على العلم والعلماء ، وعلى الأفكار والمفكرين ، بل هي جناية على المذاهب أنفسهم إذ

328

نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي    جلد : 1  صفحه : 328
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست