نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 327
الخير ، وإن مدت فما هو إلا لاغتصاب الحقوق واستلاب الأموال ، وما هو إلا لاعتصار دم الأرامل واليتامى والمساكين ، ورجل زمنة لا تسعى لصلاح ولا لإصلاح ، وإن سعت فما هو إلا لجلب مغنم دفع ، ومغرم يعود بالصلاح له أو لنسيب له أو قريب ، وعين عمياء لا تنظر في حسن ولا قبح ، وإن نظرت فما هي إلا لتبص عن كثب من يدعو إليها بالباطل ومن يثني عليها بالثناء المكذوب ، ومن لا يرضى إلا بالحق ولا ينطق إلا بالصدق ، يتمتع بالكرامة والحرص على الشرف والدين الصحيح . تبص هذا وذاك لتقرب هذا وتبعد ذاك ، وتنفع هذا وتضر ذاك ، ثم هو الأدهى والأمر ، فكر مقيد محدود لا يتجاوز حدود المحيط الذي يعيش فيه ، بل لا يتعدى جدران البيت الذي يكنه وأهليه ، لا يدري ماذا في العالم من تقدم وتأخر ، ومن ذا هو المتقدم والمتأخر ، وماذا يجب له ، وماذا يجب عليه ، نظرة فردية وفكرة شخصية لا تمت إلى الصالح العام بسبب ، ولا تتصل في خير المجموعة بنصيب . يرى أن له النهي والأمر ، ولكن لا نهي ولا أمر ، لا نهي عن منكر ولا أمر بمعروف ، لا يردع عن منكرات الأعمال ، ولا يدفع مساوي الخصال ، لا يسوؤه تفسخ الأخلاق ، ولا تفكك القواعد والعقائد ، قديم متزمت ، وحديث متفلت ، لا يلتقيان في نقطة اتفاق ، وهم منهم بالمنظر الأدنى وبالأفق القريب ، ثم لا يهم ذلك في قليل ولا كثير . وهنا موضع الأسرار فلنقف ولنمسك عنان اليراع عن أن يضل في ميادين الاسفاف والاسراف ، والله مطلع على ما يكنه القلب ويخط على لوح الفؤاد ، إني لم أقصد بذلك قصد السوء ، ولم أرم إلى هدف ، ولم أرد بذلك شخصا معينا وحاشا الموجودين من علمائنا من خطرات السوء وهمزات العائبين ، إنما المرمى بذلك علماء السوء ، فليتفطن المتفطنون .
327
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 327