نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 326
أضف إلى ذلك : أن في خلق عنواني المقلد والمقلد خلق ضمان اجتماعي تتبعه شؤون وشؤون ، وترى أن الشارع المقدس توسل إلى تكوين الضمانات الاجتماعية بمختلف الوسائل والعناوين ، فهناك إمام ومأموم ، وهناك مالك ومملوك ، وهناك مقلد ومقلد ، إلى أمثال هذه الوسائل الموصلة إلى التضامن والتعاون ، وتكاتف بعض الناس مع بعض وجعلهم إخوانا متمتعين بالاخوة بمعناها الصحيح ضمان واتفاق ووقوف عند رأي واحد يخضع له الجميع ، فلا فوضى ولا تفكك ولا اضطراب ، فهناك الحب المتبادل ، وهناك الهدوء والأمن والسلام ، ثم هي الأخرى من تلك الفوائد والحكم أن من يخول ذلك المنصب الإلهي الخطير ، ويكون المرجع العام للناس أجمعين ، ويرونه الحجة في القول والعمل والامضاء والتقرير والتحرير سيقودهم إلى ما فيه الخير والسعادة ، والنجاح والفلاح ، يسير بهم في المحجة الواضحة والطريق اللاحب المنير ، يوردهم موارد البر ، ويتبعهم إلى مصادر الخير ، ويهديهم سواء السبيل ، يحرص عليهم حرص الوالد الحنون ، ويكون منهم كعضو من جسم ، إن تألم تألم الجميع ، وإن صح صح الجميع ، لا يحمل فكرة الأثرة ، بل لا يحلم بالاستغلال ، ينطق بالصدق بلسان الحال قبل لسان المقال ، ويعمل للحق أينما كان وحيثما يكون ، القريب والبعيد عنده سواء ، يدعو إلى الوحدة والتوحيد ، ويرشد في قوله وفعله إلى المواساة والمساواة ، داعية الأمن ورسول السلام والوئام ، ثم ومن وراء ذلك ، القلب الطاهر والضمير النزيه . أما لو انقلبت القضية وانعكست الآية ، ذلك إذ نراه ولا نراه واجدا لتلك الصفات ، ذلك إذ نراه ولا نراه إلا فاقدا لتلك الهبات ، فما ذلك إلا السبع الضاري ، والذئب الذي تقمص لباس الانسان يحذر ويجتنب ويجانب ، بل يحارب بكل لسان وسنان ، فهو رجل السوء الذي يخشى منه الخطر والسوء على الدنيا والدين ، وعلى المجموعة الانسانية في مختلف الأحوال والشؤون ، يد شلاء لا تمد بالخير ولا إلى
326
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 326