نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 325
وليجدد المجددون للأجيال بعد الأجيال من أحكام الحوادث وحكم الوقائع ما يتسع به نطاق التشريع كل الاتساع للمتشرعين ، نظرة بعد نظرة ، وفكرة إثر فكرة ، ثم من بعد ذلك أعمال هم لها عاملون ، بها يتجلى سر التشريع بأجلى مظاهره التي منها عليها شواهد وشواهد بصدق التشريع والمشرعين ، وهناك وقد تجلت كل التجلي ، ووضحت كل الوضوح ، يتجلى الخطاب المنبعث عن لهجة الإيمان والاطمئنان لا بلهجة موروثة الأبناء عن الآباء : * ( ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار ) * [1] . وإذ كانت النفوس غير متفقة ولا متحدة في المواهب والرغبات ، ولا العقول متحدة في التقبل والنضوج ، ولا الأفهام متساوية في التحمل والانتقاش ، ولا الظروف متسعة لكل شخص في كل حال ، كان تكليف جميع الناس في الالزام بالأخذ بطريقة الاجتهاد عسرا وحرجا على المكلفين ، فتحقيقا لليسر الذي أراده الله تعالى بعباده بصريح كتابه : * ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) * [2] ورفعا للحرج الذي نفاه في محكم قرآنه : * ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ) * [3] وكتاب الله في ذلك مشفوع بسنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حيث يمتدح النبي الأكرم بقوله ( صلى الله عليه وآله ) : " جئتكم بالشريعة السمحة السهلة " . [4] كان لزاما من هذا وذلك وذاك أن يشرع الشارع المقدس للمكلفين في تناول الأحكام - وهم مكلفون بها على كل حال - طريقا سهلا سمحا لاعنت فيه ولا عناء ، ذلك أن يتبع المكلف مكلفا آخر في أخذ الأحكام والتكاليف ، وذلك هو التقليد ، فهذه هي حكمة الاجتهاد تتبعها حكمة التقليد .
[1] سورة آل عمران : 191 . [2] سورة البقرة : 185 . [3] سورة الحج : 78 . [4] الناصريات : 46 .
325
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 325