نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 30
وهو على التعريف الأول : أعم من التكذيب ، فيكون شاملا للكافر الخالي عن التصديق والتكذيب . وعلى الثاني : لا يشمل إلا المنكر خاصة ، وعلى الثالث : يشمل المنكر والمعتقد الذي لا يعمل على طبق ما يعتقد . وليعلم - قبل كل شئ - هو أن المقابلة بين الكفر والإيمان ، هل هي مقابلة العدم والملكة أو مقابلة المتضادين ، بمعنى أنهما أمران وجوديان يتعاقبان على موضوع واحد كالسواد والبياض ، وعلى تقدير كونهما ضدين فهل هما من الضدين اللذين لا ثالث لهما ، مثل الحركة والسكون ، أو هما من الضدين اللذين يتخللهما ثالث مثل البياض والسواد ؟ فإن بنينا على أن المقابلة بينهما مقابلة العدم والملكة ، أو بنينا على أنهما ضدان ليس بينهما ثالث فحينئذ لا يعقل تخلل الواسطة بين الكفر والإسلام ، غاية الأمر أن حقيقة الكفر على الأول - وهو مقابلة العدم والملكة - هو عدم التصديق ، أعم من أن يكون هناك تكذيب أو لم يكن ، وعلى الثاني - وهو مقابلة المتضادين اللذين ليس بينهما ثالث - تكون حقيقة الكفر هو التكذيب . أما لو بنينا على أن المقابلة بالكفر والإيمان هي مقابلة التضاد لكن على نحو الضدين اللذين يكون بينهما ثالث ، مثل تقابل البياض والسواد ، فحينذاك تتخلل الواسطة بين الكفر والإيمان ، وهذا التحقيق يثمر ثمره في مثل الشاك الذي لا تصديق عنده ولا تكذيب ، وفي مثل من لم تبلغه دعوة الاسلام ، وفي زمن الفترة ، وفي مثل الفاحص ابتداءا عن الأديان ، فهؤلاء وأمثال هؤلاء ، هم - بناء على الأول والثاني - محشورون في زمرة الكافرين لعدم التصديق ، وعلى الثالث لا من هؤلاء ولا من هؤلاء .
30
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 30