نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 28
وأما قول الخوارج من أنه كافر بقول مطلق ، فهو قول يرده ما مر عليك من صريح الآيات التي جمعت للمكلف صفة المعصية مع صفة الإيمان ، وهكذا قول فريق آخر منهم بأنه مشرك ، بل هو أسوأ من سابقه . وأما قول المعتزلة ، فلأنه قد يعتبر أنه خلاف إجماع المسلمين في المسألة ، فإنك قد عرفت أن المسلمين بين قائل بكفر مرتكب الكبيرة ، وبين قائل بإيمانه مع فسقه ، فالقول بإثبات منزلة بين المنزلتين إحداث قول ثالث فهو خارق للاجماع ، مضافا إلى عدم معقوليته في نفسه . ثانيهما : أن الإيمان هل يقبل الزيادة والنقصان ، أو لا ؟ قال بعض محققي الأصحاب : إن الإيمان حيث كان ، عندنا عبارة عن التصديق القلبي أو التصديق القلبي واللساني بكل ما جاء به الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، كان عبارة عن أمر واحد لا يقبل الزيادة والنقصان بحسب كثرة الأعمال وقلتها . وأقول : هذا الكلام كلام على طريق المتكلمين ، أما لو حاولنا الكلام بلسان الحكماء فقد يزداد الأمر وضوحا على وضوح ، وذلك أن يقال - على سبيل الاجمال - : إن الإيمان من الكيفيات النفسانية ، والكيفيات النفسية كالكيفيات الخارجية في الأحكام سواء بسواء ، فإن قبلت الكيفيات الخارجية الزيادة والنقصان قبلتها الكيفيات النفسية . إذن فلنبحث عن معنى الزيادة والنقصان ، والشدة والضعف ، لنعرف هل أننا نتعقلهما في هذا الموضوع ؟ يرى الحكماء أن الشدة والضعف حركة الموجود في ناحية الكيف كما أن الزيادة والنقصان في جانب الكم ، والحركة عندهم سواءا كانت في جانب الكم أم
28
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 28