responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي    جلد : 1  صفحه : 198


وخفتها ، فاجتمع لها في حال واحد جسم الثعبان وسرعة حركة الجان ، وهذا من القدرة بمكان . فعلى هذا الوجه وعند هذا الجواب يرتفع التناقض بين الاثنين لاختلاف جهد الوصف ، ووجه التشبيه والوصف شرط في الحقيقة ، وقد عرفت أن اختلاف الشرط في القضية يرفع التناقض ، فلا تناقض .
وللآية الكريمة نظائر في التشبيه مطردة الاستعمال ، فمن ذلك : تشبيه المرأة تارة بالظبية وأخرى بالمها وهي البقرة الوحشية ، ولا ريب أن التشبيه بالظبية لجهة خاصة هي غير جهة تشبيهها بالبقرة الوحشية . ومثل ذلك واقع في القرآن الكريم نفسه من ذلك قوله تعالى : * ( ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا قوارير من فضة ) * [1] فشبه تعالى الفضة بالقوارير ، ولم يرد أن الفضة قوارير على الحقيقة ، وإنما وصفها بذلك لأنه اجتمع لها صفاء القوارير وشفافيتها ورقتها مع أنها من فضة ، لكن هذا بناء على رجوع الضمير في " كانت " إلى مجموع ما تقدم من الآنية والقوارير ، أما إذا رجع الضمير إلى الأكواب لم يتأت الاستشهاد .
والذي يراه سيدنا المرتضى ( رضي الله عنه ) هو الأول ، كما صرح به في أماليه ، والأمر سهل على كل حال .
وثاني الجوابين : أنه تعالى لم يذكر الجان في الآية الأخرى وأراد بها الحية وإنما أراد بها أحد الجن ، فكأنه تعالى أخبر بأن العصا صارت ثعبانا في الخلقة وعظم الجسم وكانت مع ذلك كأحد الجن في هول المنظر والإفزاع للناظرين ، ولهذا قال تعالى : * ( فلما رآها تهتز كأنها جان ولى مدبرا ولم يعقب ) * [2] فبناء على هذا الوجه وعلى ضوء هذا التفسير يتجلى لنا أن لا تناقض هناك ، وذلك لأن المحمول - أعني



[1] سورة الانسان : 15 و 16 .
[2] سورة القصص : 31 .

198

نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي    جلد : 1  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست