نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 194
فحيث تعرف هذا ، فلتعرف موقع التناقض الموهوم من هذه الآيات وكيف اشتبه الحال في ذلك على المغرضين أو الجاهلين من المعترضين ؟ إن تفسير هذه الآية الكريمة التي صدرنا بها موضوع هذا الكلام اختلف فيه على وجوه متعددة عند علماء التفسير ، وعلى كل وجه من وجوه التفسير لا تناقض هناك لاختلال شرط من الشروط على كل وجه من وجوه التفسير . فنقول : بأن معنى قوله تعالى : * ( فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ) * [1] يعني لا يسأل المذنب عن ذنبه يوم القيامة ، وفي ذلك الموطن خاصة ، لما يلحقه من الذهول الذي تحار له العقول ، وإن وقعت المسألة في غير هذه المواطن من المواطن الأخر ، فإن للقيامة مقامات مختلفة وأحوال متفاوتة ، فحينئذ - وبناء على هذا التفسير - يكون التناقض بين هذه الآية وبين قوله تعالى : * ( وقفوهم إنهم مسؤولون ) * [2] وبين أمثالها من الآيات ، مرتفعا لعدم اتحاد الزمان ، وقد عرفت فيما سلف أن من شرط التناقض اتحاد الزمان بين القضيتين . هذا وجه من التفسير ، وهناك وجه آخر وهو : أن معنى قوله تعالى : * ( فيومئذ لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان ) * يعني : لا يسأل عن ذنبه سؤال استفهام وإنما يسأل عنه سؤال تقريع وتوبيخ ، فبناء على هذا التفسير أيضا لا تناقض بين هذه الآية وبين الآيات الدالة على السؤال ، وذلك لاختلاف الوصف ، والوصف شرط في الحقيقة ، وعند اختلاف الشرائط يرتفع التناقض ، فلا تناقض هناك . وهناك وجه آخر من التفسير وهو أنه : روي عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) أنه قال : " إن