نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 169
لأول الكلام ، فتظهر حينئذاك الميزة المقصودة ، وفي هذا من التعزيز للشعور أو التصوير الفني والتمثيل الحسي بنقله الذهن من حال إلى حال ما لا يخفى على أولي الألباب ، ولذلك من كلام العرب شواهد كثيرة وكثيرة ، من ذلك : قول الخورنق بنت بدر بن هفان : [1] لا يبعدن قومي الذين هم * سم العداة وآفة الجزر النازلين بكل معترك * والطيبين معاقد الأزر فنصبت بعد أن رفعت . وقال عروة بن الورد : [2] سقوني الخمر ثم تكنفوني * عداة الله من كذب وزور فانتقل من رفع إلى نصب . وقال الشاعر الآخر : [3] إلى الملك القرم وابن الهمام * وليث الكتيبة في المزدحم وذا الرأي حين تغم الأمور * بذات الصليل وذات اللجم فانتقل من جر إلى نصب . فإن قال قائل - وقد قال - : ما هي الميزة التي امتاز بها الصابرون دون غيرهم ممن اتصفوا بتلك الصفات التي ذكرتهم الآية الكريمة فاختصوا بالمدح دون هؤلاء وهؤلاء ؟ فإننا نقول : إن الجواب عن هذا واضح كل الوضوح ، فإن للصابرين مقاما عاليا