responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي    جلد : 1  صفحه : 168


ثانيها : أن تكون الهاء راجعة إلى الله تعالى لتقدم ذكره تعالى أول الكلام ، فكأنه : وآتى المال على حب الله ، وما المقصود من إيتاء المال على حب الله إلا إثبات مرتبة الخلوص الصميم وقصد القربة الصحيحة لهؤلاء المعطين ، فلا يعطون ما يعطون رجاءا لعوض ، أو حبا لسمعة أو رياء ، أو طلب للظهور ، إنما هو لله وفي الله ، وهذه هي غاية المخلصين العاملين .
ثالثها : أن تكون الهاء راجعة إلى المال ، فكأنه تعالى قال : وآتى المال على حبه للمال ، وفي ذلك من التدليل على بيان مقام التضحية لهؤلاء حيث إنهم ينفقون ما يحبون ويسخون بما هو مضنة الشحة حبا بما هو أعلى وأغلى من المال ، وهو ثواب الله والأجر العظيم .
ونحن لو وقفنا موقف الانتقاء والاختبار لشئ من الوجوه نجدنا نختار الوجهين الأخيرين ، فإن المقام مقام بيان الإخلاص الصادق الصميم ، وأن هؤلاء شغفوا بالحقائق لا بالخيال ، وبالواقعيات لا بالصور والأشكال ، وهذا يناسب الوجهين الأخيرين ، أو يتجلى فيهما أكثر من غيرهما بوضوح .
وأما الرابع : فارتفاع الموفين فيه بالعطف على من آمن فهو مرفوع لأنه معطوف على مرفوع ، وأما الصابرين : فقد قيل في نصبه وجهان :
أحدهما : أنه عطف على ذوي القربى ، فيكون المعنى : وآتى المال على حبه ذوي القربى والصابرين .
وثانيهما : أنه نصب على المدح ، ومعناه : أنه منصوب لكونه مفعول فعل محذوف ، وهذا مذهب العرب في النعوت والصفات إذا طالت ، فإن من مذهبهم أن يعترضوا بينها بالمدح والذم ليمزجوا الممدوح أو المذموم ويفردوه فيكون غير متبع

168

نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست