نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 156
أراد أرشد أم غي ، فاكتفى بذكر الرشد لوضوح الأمر . الوجه الرابع : أن يكون المراد : ومثل الذين كفروا في دعائهم للأصنام التي يعبدونها من دون الله - وهي لا تعقل ولا تفهم ، ولا تضر ولا تنفع - كمثل الذي ينعق دعاء ونداء بما لا يسمع صوته جملة الدعاء والنداء ، ينتصبان على هذا الجواب بينعق وإلا توكيد للكلام ومعناها الإلقاء . قال الفرزدق : [1] هم القوم إلا حيث سلوا سيوفهم * وضحوا بلحم من محل ومحرم فكأن السيد ( قدس سره ) يريد أن إلا في المقام زائدة جئ بها للتأكيد . الوجه الخامس : أن يكون المعنى : ومثل الذين كفروا في دعائهم للأصنام وعباداتهم لها واسترزاقهم إياها ، كمثل الداعي الذي ينعق بالغنم ويناديها ، فهي تسمع دعاء ونداء ولا تفهم معنى كلامه ، فشبه من يدعوه الكفار من المعبودات دون الله بالغنم من حيث لا تعقل الخطاب ولا تفهمه ، ولا نفع عندها فيه ولا مضرة . كأن السيد الشريف ( قدس سره ) لما رأى أن بعض الغموض قد يعتري الناظرين في الفرق بين الجوابين ، نبه على الجهة الفارقة ، قال : وهذا الجواب يقارب الذي قبله وإن كان بينهما مزية ظاهرة ، لأن الأول يقتضي ضرب المثل بما لا يسمع الدعاء والنداء وإن لم يفهمهما ، والأصنام من حيث إنها كانت لا تسمع الدعاء جملة يجب أن يكون داعيها ومناديها أسوأ حالا من منادي الغنم ، ويصح أن يصرف إلى الغنم وما أشبهها مما يشارك في السماع ويخالف في الفهم والتمييز .