نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 155
يقتضي تقديرا ، والأصل عدم التقدير ، وهذه ملحوظة خفيفة المؤنة بعد أن عرفنا أن التقدير لا بد منه إذا اقتضاه المقام ودل الدليل عليه ، ولا سيما والمقام مقام ساقت الآية فيه بيان دعوة الداعي إلى الكفار ، وما أجاب به الكفار دعوة الداعين . الوجه الثاني : أن يكون المعنى : ومثل الذين كفروا كمثل الغنم التي لا تفهم نداء الناعق ، فأضاف الله تعالى المثل الثاني إلى الناعق وهو في المعنى مضاف إلى المنعوق به على مذهب العرب في قولهم : طلعت الشعرى ، وانتصب العود على الحرباء ، والمعنى : وانصب الحرباء على العود ، وجاز التقديم والتأخير لوضوح المعنى . انتهى . كأن السيد الشريف ( قدس سره ) في هذا الوجه يريد أن يجعل الآية الكريمة جارية على ما جرى عليه العرب من نوع الاستعمال المعبر عنه بالقلب ، وقد مر عليك في عهد قريب واستشهدنا عليه من شعر العرب بالشئ الكثير ، والسيد الشريف أضاف إلى ذلك شواهد أخرى لا نرانا بحاجة إلى أن نطيل بها المقام . الوجه الثالث : أن يكون المعنى : ومثل الذين كفروا ومثلنا ، أو مثلهم ومثلك يا محمد ، كمثل الذي ينعق ، أي مثلهم في الاعراض ومثلك في الدعاء والتنبيه والارشاد كمثل الناعق بالغنم ، فحذف المثل الثاني اكتفاء بالأول ، ومثله قوله تعالى : * ( وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر ) * [1] أراد الحر والبرد فاكتفى بذكر الحر عن البرد . وقال أبو ذؤيب : [2] عصيت إليها القلب اني لأمرها * مطيع فما أدري أرشد طلابها