نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 150
منها هذه الآية الكريمة ، ومنها قوله تعالى في سورة المؤمنون : * ( ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ) * [1] وقوله تعالى في سورة البروج : * ( والله من ورائهم محيط ) * [2] وهل هذا المعنى الموضوع له اللفظ هو القدر الجامع بين تلك المتفرقات فيكون من المشترك المعنوي أو هو معنى أعم من الحقيقة والمجاز فيكون من باب عموم المجاز ؟ ذلك أيضا مما لا نريد تحقيق حقيقته في هذا المقام . وقد وقع مثل هذا الغلط في فهم قوله تعالى في سورة القصص : * ( وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة ) * [3] فقد اعترض المعترضون - جهلا بمواقع الاستعمالات في اللغة العربية - على هذه الآية الكريمة بأن التعبير ينبغي أن يكون هكذا : لتنويها العصبة أولوا القوة ، أي تنهض على تثاقل ، فالعصبة هي التي تنوء بالمفاتح لا المفاتح تنوء بالعصبة . ونحن نجيب عن ذلك : أولا : بمثل ما أجبنا به عن الآية الكريمة التي أسلفنا ذكرها من قبل ، وهي قوله تعالى : * ( فكان قاب قوسين ) * [4] وأنها جرت على ما جرت به الاستعمالات العربية المطردة ، وهو ما يسمى عندهم بالقلب ، وهو نوع مستعمل في اللغة العربية باطراد ، وللآية الكريمة نظائر وأشباه في شخص هذا الاستعمال ونوعه وهي كثيرة وكثيرة ، قال شاعرهم : [5] إن سراجا لكريم مفخره * تحلى به العين إذا ما تبصره
[1] سورة المؤمنون : 100 . [2] سوره البروج : 20 . [3] سورة القصص : 76 . [4] سورة النجم : 9 . [5] أمالي المرتضى : 1 / 155 ، مجمع البيان : 1 / 473 ، لسان العرب : 1 / 175 .
150
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 150