نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 148
القدر بقول ابن أبي ربيعة المخزومي في شأن ناقته : قصرت لها من جانب الحوض منشأ * جديدا كقاب الشبر أو هو أصغر ويقول الآخر : ولكن تنحي جنبة بعدما دنا * فكان كقاب القوس أو هو أنفس وقد وقع أيضا مثل هذا الغلط والشطط في فهم قوله تعالى : * ( وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا ) * [1] ذلك أن المغرضين تعرضوا لهذه الآية الكريمة فاعترضوا معيبين على القرآن الكريم - وحاشاه من العيوب - استعمال لفظ وراء بمعنى أمام أو قدام ، وقد أنكروا أن تكون وراء تأتي بهذا المعنى المذكور ، وهي منهم غلطة فظيعة دعاهم إليها الجهل المطبق والأغراض الممقوت ، وإلا فأين هم عن تصريحات اللغويين ، قال بعض العارفين : وتستعمل وراء بمعنى القدام على جهة الاتساع لأنها جهة مقابلة لجهة فكأن كل واحد من الجهتين وراء الأخرى ، وهل استعمال هذا اللفظ بهذا المعنى على سبيل الاطراد في كل شئ أو هو مطرد في شئ دون شئ ؟ ذهب ذاهبون إلى الأول ، وذهب إلى الثاني قوم آخرون ، فقد نقل عن الفراء أنه قال : يجوز ذلك في الزمان دون الأجسام . ونقل عن علي بن عيسى أنه جوز ذلك في الأجسام التي لا وجه لها ، كحجرين متقابلين كل واحد منهما وراء الآخر . [2] هذه تصريحات اللغويين وما أخذوها إلا عن موارد الاستعمالات ، وهاك من موارد الاستعمالات قليلا من كثير يغني عن الكثير : قال لبيد بن أبي ربيعة العامري :
[1] سورة الكهف : 79 . [2] مجمع البيان : 6 / 373 ، تفسير القرطبي : 11 / 36 ، البداية والنهاية : 1 / 347 .
148
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 148