responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي    جلد : 1  صفحه : 136


الإعجاز تدل دلالة واضحة على أن إعجاز القرآن من كل جهة لا من جهة واحدة .
وإننا لو أردنا أن نتبع شيئا أو بعض شئ من كلام العرب جاهلية وإسلاما في أمر القرآن وإعجابهم بجهة إعجازه لوجدناهم معجبين كل الإعجاب بفصاحته العالية . وقد مر عليك من قبل حديث النابغة واستمالة القرآن له بفصاحته وبلاغته لما سمع آياته أو بعض آياته فمال إلى الدخول في الاسلام ، فمنعه أبو جهل بحجة أنه يحرم عليه الأطيبين - الزنا والخمر - ، وهكذا الآخر الوليد بن المغيرة ، حتى قال : رأينا فيه الحلاوة ، وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمورق ، وإن أسفله لمغدق ، وما هو بقول بشر ، فكان هذا له حريا بأن يجعله المؤمن المسلم لولا أن تنزغة من الشيطان أخذت عقله واستولت على مشاعره فنكست به رأسا على عقب ، فإذا بالشيطان ينفث على لسانه فيقول ، كما حكاه القرآن الكريم عنه : * ( إن هذا إلا سحر يؤثر ) * [1] وها نحن نراهم قد تألبوا وتحزبوا وتناصروا وتظاهروا عند نزول هذه الآية الكريمة * ( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب ) * [2] فلم يأتوا بعد لأي ولأي إلا بقولهم : " القتل أنفى للقتل " وأنت - أيها المستمع الكريم - لو وهبت ولو قليلا من الفصاحة والبلاغة لحكمت حكما جازما لا ريب فيه بأن قياس الآية الكريمة مع هذه الكلمة العقيمة قياس الثريا مع الثرى ، والحصباء مع الجوزاء ، والتبر بالتراب ، لذلك قرر علماء الفصاحة والبلاغة بأن الآية الشريفة تفضل على هذه الكلمة السخيفة بثمانية عشر وجها من وجوه البلاغة والفصاحة مع غض النظر عن : قلة العبارة ، ولطف الإشارة ، وبداعة الأسلوب ، وبراعة التركيب ، والنظم الغريب ، والتأليف العجيب .
وهكذا يروى أن الحجاج سمع امرأة من العرب تتكلم بفصاحة وبلاغة



[1] سورة المدثر : 24 .
[2] سورة البقرة : 179 .

136

نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست