نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 137
فأعجبه منها ذلك الكلام ، فقال لها : قاتلك الله ما أفصحك ؟ فقالت له : يا شيخ ، وهل ترك لنا القرآن من فصاحة بعد قوله تعالى : * ( وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ) * [1] ؟ [2] فقد جمع بين أمرين ونهيين وبشارتين في آية واحدة ، ولو أردنا الاستمرار في سرد الدلائل والشواهد من هذا وأمثاله لفاتنا العد والاحصاء ، فلنكتف بهذا القليل ففي هذا القليل كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد . فمن هذا وذاك وكل ذلك تعرف أن القرآن الكريم معجز بكل جهاته ولا سيما جهة الفصاحة والبلاغة ، الأمر الذي أدركه أهل الفصاحة والبلاغة وامراء الكلام في وقته ، فاضطرهم الحال إلى المقارعة بالسنان دون المنازعة باللسان ، وهل - يا ترى - ترى عاقلا مختارا يختار الأصعب على الأسهل في حين أن الأسهل يتأتى له بسهولة ؟ ما هذا من العقل ، ولا هو فعل العقلاء .
[1] سورة القصص : 7 . [2] الشفا : 1 / 263 ، تفسير القرطبي : 13 / 252 .
137
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 137