نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 135
هذه مجموعة الأقوال والأنقال في أمر إعجاز القرآن وجهة إعجازه ، وقد توقف آخرون فلم يعطوا من أنفسهم رأيا في المسألة ، وذهب آخرون إلى أن الكل من هذه الأقوال محتمل ، فلم يؤيد رأيا خاصا ، ولم يمتنع عن قول مخصوص . ونحن نقول : إن القرآن الكريم معجز بكل ما ذكر من وجوه الاعجاز على نحو الجميع لا على نحو المجموع ، بمعنى أن كل جهة من الجهات لو لوحظت مستقلة فهي بنفسها معجزة ، لا أن تلك الوجوه بمجموعها هي المعجزة . فالقرآن إن لاحظته من جهة اشتماله على العلوم الغريبة والمعارف العجيبة ، فهو معجز . وإن لاحظته من ناحية خلوه عن التناقض والاضطراب والتفاوت والاختلاف ، فهو معجز * ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) * [1] . وإن لاحظته من ناحية اشتماله على الإخبار بالمغيبات ، فهو معجز * ( قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله ) * [2] . وإن لاحظته من ناحية الأسلوب العجيب والنظم الغريب ، فهو معجز . وإن لاحظته من ناحية اشتماله على الفصاحة العالية والبلاغة البالغة الحد الأعلى من الاعجاز ، فهو معجز * ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) * [3] . وهذه الآية بمقتضى إطلاقها في التعجيز عن الإتيان بمثل القرآن من غير تقييد بجهة خاصة من جهات
[1] سورة النساء : 82 . [2] سورة النمل : 65 . [3] سورة الإسراء : 88 .
135
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 135