نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 130
وقال آخرون : جهة إعجازه هو الأسلوب ، وعنوا بالأسلوب الفن والضرب . وقال فريق : إنه معجز بفصاحته وبلاغته وأسلوبه معا ، لأن كل واحد منها - عند هؤلاء - غير متعذر على العرب ، لأنه وجد في كلامهم ما هو كفصاحته وليس كمثل أسلوبه ، وكلام مسيلمة الكذاب كأسلوبه وليس كفصاحته ، وأما مجموعهما فليس بمقدور فهو جهة إعجازه . وقال آخرون : إن جهة إعجازه مركبة من أمور ثلاثة : الأسلوب والفصاحة والاشتمال على العلوم الشريفة ، من علم التوحيد والسلوك إلى الله تعالى وتهذيب الأخلاق ، فإن الفصاحة خاصة في كلام العرب وقد وجدت ، والأسلوب وإن أمكن عند التكلف لكن اجتماعه مع الفصاحة نادر ، لأن تكلف الأسلوب يذهب الفصاحة ، وأما العلوم الشريفة فلم يوجد في كلامهم لها عين ولا أثر إلا ما وجد في كلام قس وأمثاله ممن وقف على الكتب الإلهية نقلا عن غيره . وملخص هذا : هو أنه وجد في كلام العرب ما يناسب بعض القرآن في الفصاحة وهو في مناسبته له في الأسلوب أبعد ، وأما في العلوم المذكورة فأشد بعدا . وقال قوم : إنه معجز بفصاحته ، فجهة إعجازه فصاحته ، فإن فصاحته البالغة بلغت الحد الأعلى في الفصاحة ، ولهذا كانت العرب تستعظم فصاحته ، ولما أراد النابغة الاسلام لما سمع القرآن وعرف فصاحته ، قال له أبو جهل : إنه يحرم عليك الأطيبين - الخمر والزنا - وأنه أخبر الله تعالى عن الوليد بن المغيرة في قوله تعالى : * ( فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبس وبسر ) * [1] الآية .