نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 131
وقال آخرون : وقد نسب هذا القول إلى علم الهدى السيد المرتضى - وهو رأس من رؤوس علمائنا الإمامية - وإلى النظام - وهو رأس من رؤوس المعتزلة ، وهي فرقة من فرق إخواننا أهل السنة والجماعة - أن جهة إعجاز القرآن هو الصرفة ، ومعنى ذلك أنه تعالى صرف عقول البشر عن معارضته ، وهذا القول محتمل لثلاثة أمور : الأول : أنه سلبهم القدرة على المعارضة . الثاني : أنه تعالى سلبهم الداعية . الثالث : أنه تعالى سلبهم العلوم التي كانوا يتمكنون بها على المعارضة ، وهذا الوجه الأخير هو الوجه الذي اختاره السيد ( رضي الله عنه ) - حسبما نقل عنه - . احتج القائلون بالصرفة بوجهين : الأول : أنه لو لم يكن إعجاز القرآن للصرفة بل للفصاحة والبلاغة ، لكان إعجازه إما من حيث ألفاظه المفردة ، أو من الهيئة التركيبية ، أو من حيث ألفاظه المفردة والهيئة التركيبية معا ، والأقسام الثلاثة بأسرها باطلة ، فإعجازه لسبب الفصاحة باطل ، فيتعين كون الإعجاز للصرفة . قالوا : وإنما قلنا ذلك لأن العرب كانوا قادرين على المفردات وعلى التركيب ، وكل من كان قادرا على المفردات وعلى التركيب كان قادرا عليهما معا ، فيكون قادرا على الجمع بينهما معا بالضرورة ، فثبت بهذا أن العرب كانوا قادرين على المعارضة وإنما منعوا منها بهذا الطريق فيكون الإعجاز به . الثاني : أن الصحابة عند جمع القرآن كانوا يتوقفون في بعض السور والآيات ، ويتوقعون في ذلك شهادة الثقات ، وابن مسعود قد بقي مترددا في الفاتحة والمعوذتين ، ولو كان نظم القرآن معجزا لفصاحته لكان كافيا في الشهادة
131
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 131