responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي    جلد : 1  صفحه : 123


وعنه ( عليه السلام ) قال : " إن الله تعالى لم يبد له من جهل " . [1] وعلى كل فالمعنى الصحيح للبداء - حيث ينسب إلى الخالق سبحانه على نحو يتناسب وقدس الخالق وكرامة الواجب ، وهو الذي تقصده الإمامية حيث ينسبون إليه تعالى البداء ، وهو الذي اقتبسوه من نور كلام من كلامهم نور ، وهم الأنوار الأطهار من أهل البيت ( عليهم السلام ) - يقصد منه أمور كل منها سالم عن المحاذير :
منها : ما نقل عن العلامة المجلسي [2] وهو : أنهم - يعني أهل البيت ( عليهم السلام ) - إنما بالغوا في البداء ردا على اليهود القائلين بأن الله تعالى فرغ من الأمر ، وعلى النظام ، وبعض المعتزلة القائلين بأن الله خلق الموجودات دفعة واحدة على ما هي عليه الآن معادن ونباتا وحيوانا وإنسانا ، ولم يتقدم خلق آدم على خلق أولاده والتقدم إنما يقع في ظهورها لا في وجودها وحدوثها ، وأخذوا هذه المقالة من أصحاب الكمون والبروز من الفلاسفة ، وعلى بعض الفلاسفة القائلين بالعقول والنفوس الفلكية ، وأن الله تعالى لم يؤثر حقيقة إلا في العقل الأول فهم يعزلونه تعالى عن ملكه وسلطانه ، وينسبون الحوادث إلى هؤلاء ، وعلى آخرين منهم قالوا : إن الله سبحانه واحد أوجد جميع مخلوقاته دفعة واحدة دهرية لا ترتب فيها باعتبار الصدور ، بل إنما ترتبها في الأزمان فقط ، كما أنه لا تترتب الأجسام المجتمعة زمانا وإنما ترتبها في المكان فقط ، فنفوا ( عليهم السلام ) كل ذلك وأثبتوا أنه تعالى كل يوم في شأن ، من إعدام شئ وإحداث آخر ، وإماتة شخص وإحياء آخر ، إلى غير ذلك ، لئلا يترك العباد التضرع إلى الله سبحانه ومسألته وطاعته والتقرب إليه بما يصلح أمور دنياهم وعقباهم ، وليرجوا عند التصدق على الفقراء وصلة الأرحام وبر الوالدين والمعروف والإحسان ما وعدوا عليها من طول العمر وزيادة الرزق ، وغير ذلك . انتهى كلامه رفع مقامه .



[1] الكافي : 1 / 148 ح 10 .
[2] مرآة العقول : 2 / 131 .

123

نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست