نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 158
العظيم من الاعتراض - أنه يلزم أن يعدى " تعتدو " : بعلى لا بنفسه . وهذا اعتراض من لم يمارس موارد الاستعمال ولم يطلع على نصوص اللغويين ، فإن الاعتداء والتعدي بمعنى واحد ، وهو التجاوز ، فقولك : اعتدى عليه ، وتعدى عليه ، بمعنى واحد . قال الفيروز آبادي في " القاموس " [1] من جملة ما ذكره في هذه المادة : عدا عليه عدوا وعدوا وعداء وعدوانا - بالضم والكسر - وعدوي - بالضم - ظلمه ، كتعدي واعتدى وأعدى . فهذا الكلام من الصراحة في اتحاد اعتدى وتعدى بمكان ، وفيه الكفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد . ومن جملة الآيات التي وقع الغلط والشطط في فهمها على الحقيقة قوله تعالى : * ( ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا ) * [2] . اعترض المعترض هنا فقال - جهلا بحقيقة الحال - : كان الوجه أن يقول : إنما الربا مثل البيع ، وهذا اعتراض من لم يفهم أصول الاستعمال ، ولم يفطن إلى قرائن الأحوال ، فإن هذا القول من الله تعالى إنما كان لاعتراضهم بالنقص على التشريع في تحريم الربا وتحليل البيع قياسا منهم للربا على البيع متوهمين أن العلة في تحريم الربا موجودة فيه ، ومثل هذا النوع من الاعتراض يتطلب مثل هذا النوع من الجواب بهذا النحو من التعبير والاستعمال ، ولعل الرجوع في المقام إلى تفسير الإمام الرازي . يزيدك شيئا أو بعض شئ من الوضوح .
[1] القاموس المحيط : 1688 . [2] سورة البقرة : 275 .
158
نام کتاب : القرآن والعقيدة نویسنده : السيد مسلم الحلي جلد : 1 صفحه : 158