تجلدت ، ولكن الآن أخاف على الناس ، وأخشى وسوسة الخناس ، وأن بعض الشهادات أبلغ من الضرب بالمرهفات ، فأخاف أن يتجدد الاشتعال من كلمات المنار وسقط ميمه ويبقى على صورة النار . ثم ادعى أنه كان غلب علماء الهند وسرق سجعات من كلام الحريري ، وقال : فالآن أحيى اللئام بعد الممات ، وشد المنار عضدهم بالخزعبلات ، فأري أنهم يتصلفون ويستأنفون القتال ، ويبغون النضال ، ويخدعون الجهال ، ورجعوا إلى شرهم وزادوا ضدا ، بما جاء المنار شيئا إدا ، وجاز عن القصد جدا ، ( كذا بالزاي والحريري استعملها بالراء من الجور ) فأكبر كلمة ضرب من العمين إلخ . . . ثم ذكر أنه كثيرا ما كان يغضي عن المعترضين والمزدرين ، وقال : ولكن رأيت أن صاحب المنار ، عظم في عين هذه الأشرار ( كذا ) ، وأكبر شهادته بعض زاملة النار ، وكانوا يذكرونها بالعشي والأسحار ، فبلغني ما يتخافتون ، وعثرت على ما يسرون ويأتمرون ، وأخبرت أنهم يضحكون علي وفي كل يوم يزيدون . إلى أن قال صاحب المنار : بل أصر على الازراء في الجريدة ، فأكل الحاسدون حصيدة لسانه كالعصيدة ، وتلقفوا قوله وخددوا الخصومة بعد ما قطعوها كما هو من شيم القرائح البليدة ، وحسبوا كلمة كالأسلحة الحديدة ، وأشاعوها في الأخبار ( الجرائد ) والجوائب الهندية ، وكتبوا كلما يشق سماعها على الهمم البريئة المبرئة ، وآذوا قلبي كما هي عادة الرذل والسفهاء وسيرة الأرذال من الأعداء . ثم قال : وما تظني أن يكتب المنار من معارف كمعارف كتابي ، ويرى بريقا كبريق ما في قرابي ، ثم مع ذلك تناجيني نفسي في بعض الأوقات ، أن من الممكن أن يكون مدير المنار بريئا من هذه الالزامات ، ويمكن أنه ما عمد إلى الاحتقار والنطح كالعجماوات ، بل أراد أن يعصم كلام الله من صغار المضاهات ، وإنما الأعمال بالنيات ( وههنا حاشية في الأصل ذكر فيها أنه يظن أن سبب غيظي منه حكمه بمنع الجهاد ) فإن كان هذا هو الحق فلا شك أنه ادخر لنفسه بهذه المقالات ، كثيرا من الدرجات ، وأي ذنب على من سبني لحماية الفرقان ، لا للاحتقار وكسر الشأن . إلى أن قال : ولكنني معتذر كمثل اعتذاره ، فإن الفتن قد انتشرت من أقواله وأخباره " إلخ . . .