نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 97
وبقيت الأمة ولا سيما أهل البيت ( عليهم السلام ) يرزحون تحت وطأة القهر والحرمان . وقد اعترف هارون الرشيد بذلك ، كما جاء في حواره مع ولده المأمون لما اعترض على أبيه لقلة ما أعطى الإمام موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) في حين أنه ضمن له أن يعطيه الكثير . قال المأمون : يا أمير المؤمنين تعطي أبناء المهاجرين والأنصار وسائر قريش وبني هاشم ، ومن لا يعرف نسبه خمسة آلاف دينار وتعطي موسى بن جعفر وقد أعظمته وأجللته مائتي دينار أخس عطية أعطيتها أحدا من الناس ، فثار هارون وصاح في وجهه قائلا : اسكت لا أم لك ، فإني لو أعطيت هذا ما ضمنته له ما كنت آمنه أن يضرب وجهي بمائة ألف سيف من شيعته ومواليه ، وفقر هذا وأهل بيته أسلم لي ولكم من بسط أيديهم وأعينهم . . . [1] . وخامسا : إنه برغم ما كان يمارسه حكام بني العباس من سياسة البطش والقهر ، والحرمان والإبادة والتشريد ، إلا أن الأئمة ( عليهم السلام ) ما كانوا ليتنازلون عن منصب الإمامة والولاية ، فإنها حق إلهي لهم من دون سائر الناس بل كانوا يقفون مواقف التحدي للحكام ويمارسون دورهم في حدود ما تسمح به الظروف المحيطة بهم وبشيعتهم ، وكان الإمام السابق ينص على إمامة اللاحق في جمع من خواص الشيعة ،