نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 95
المنصب حساس جدا وقد استأذن ابن يقطين الإمام ( عليه السلام ) في الاستعفاء من هذا المنصب ، إلا أن الإمام ( عليه السلام ) رغب في بقائه لحماية الشيعة [1] ، وتكفل له بالرعاية والتسديد في مواطن الخطر . وقد أنقذه الإمام ( عليه السلام ) في مواضع كثيرة كاد أن يتورط فيها علي بن يقطين ، على أنه كان من الجلالة والاستقامة والمعرفة بالحق ما يؤمن منه الانحراف أو تلتبس عليه الأمور . وأما صفوان بن مهران فلم يكن عمله بهذه المثابة ، بل كان خدمة خالصة لهارون الرشيد والجهاز الحاكم ، وليس فيها إلا التأييد والمساندة لحكومة بني العباس ، من دون أن يكون فيها نفع يذكر لغيرهم ، ولذلك لم يمنعه الإمام ( عليه السلام ) من التخلي عن هذا العمل في حين أمر ابن يقطين بالبقاء ، فلا تنافي بين الأمرين . رابعا : إن من أهم الركائز التي اعتمدت عليها سياسة الحكام منذ اليوم الذي استولوا فيه على مقام الزعامة واغتصبوا فيه منصب الخلافة ، هو السعي لإبقاء أصحاب الحق الشرعي في عوز وفاقة ، كسرا لشوكتهم وتقليصا لشأنهم ، وحدا من قدراتهم وإمكانياتهم ، وإظهارهم للناس بأنهم ليسوا ممن يطمع فيهم ، أو يرغب في صحبتهم أو حملهم على الاستجداء والخنوع . ومن المعلوم أن الناس أبناء الدنيا وعبيد الدرهم والدينار ، إلا ما قل