نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 94
أظهرت كثيرا من الحقائق الخفية على الناس ، وجعلت الحاكم يزداد في تماديه وضلاله ، فيرتكب من الجرائم ما هو أبشع ، ومن المنكرات ما هو أفظع ، ويظهر حقيقته التي كان يسترها وراء بعض المظاهر الدينية التي قد ينخدع بها بعض من قصرت بصيرته عن إدراك الحقيقة ، فقد ظن صفوان أن عمله مشروع ، لأنه يكري جماله في طريق الحج ، وهو أمر منفصل لا علاقة له بما يمارسه هارون الرشيد من اللهو واللعب والمحرمات ، ولكن الإمام ( عليه السلام ) أوقفه على الحقيقة ، وبين له أن البصير ينبغي أن لا ينخدع بمظهر زائف ، وأن لا يكون مطية يحقق بها الظالم أغراضه . وقد تنبه لذلك فاتخذ إجراءا حاسما ، فباع جماله وتخلى عن مهنته ، وأدرك هارون الرشيد السر وراء ذلك ، ولولا شفاعة حسن صحبة صفوان لكان في عداد الضحايا . ولا شك أن هذه الحادثة وأمثالها تركت هارون الرشيد يتميز من الغيظ ، ويبحث عن أساليب أخرى يكيد بها الإمام ( عليه السلام ) . وأما إذنه ( عليه السلام ) لعلي بن يقطين في تولي منصب الوزارة لهارون الرشيد ورغبته ( عليه السلام ) في بقائه في الوزارة فليس ذلك نقضا لهذا الموقف ، وذلك لأن الوزارة منصب عام يرتبط بعامة الناس ، وله صلاحيات واسعة يستطيع علي بن يقطين من خلالها أن يؤدي خدمات كبيرة للشيعة على مختلف طبقاتهم ودفع الأخطار عنهم ، ومع أن هذا
94
نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 94