نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 93
الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وبين صفوان بن مهران الجمال ، الذي روى ما جرى فقال : دخلت على أبي الحسن الأول ( عليه السلام ) ، فقال لي : يا صفوان كل شئ منك حسن جميل ما خلا شيئا واحدا ، قلت : جعلت فداك أي شئ ؟ ! قال : إكراؤك جمالك من هذا الرجل - يعني هارون - قلت : والله ما أكريته أشرا ، ولا بطرا ، ولا للصيد ، ولا للهو ، ولكني أكريته لهذا الطريق - يعني طريق مكة - ولا أتولاه ، ولكن أبعث معه غلماني ، فقال لي : يا صفوان أيقع كراك عليهم ؟ قلت : نعم جعلت فداك ، فقال لي : أتحب بقاءهم حتى يخرج كراك ؟ قلت : نعم ، قال : فمن أحب بقاءهم فهو منهم ، ومن كان منهم ورد النار ، فقال صفوان : فذهبت وبعت جمالي عن آخرها ، فبلغ ذلك إلى هارون ، فدعاني ، وقال : يا صفوان بلغني أنك بعت جمالك ، قلت : نعم ، فقال : لم ؟ قلت : أنا شيخ كبير ، وإن الغلمان لا يفون بالأعمال ، فقال : هيهات ، إني لأعلم من أشار عليك بهذا ، أشار عليك بهذا موسى بن جعفر ، قلت : مالي ولموسى بن جعفر ، فقال : دع هذا عنك ، فوا الله لولا حسن صحبتك لقتلتك [1] . إن هذا الموقف الصارم وأمثاله من الإمام ( عليه السلام ) لا يدع مجالا للحاكم أن يشعر بالاستقرار ، إذ يرى أن الخطر يتهدد سلطانه ، ويزعزع أركان وجوده ، وينذره بالزوال . وهذه السلبية التي أنتهجها الإمام ( عليه السلام ) إزاء حكومة هارون الرشيد