نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 92
بمعصومين بمعنى أنه لا يصدر عنهم خطأ أو اشتباه عن تعمد كان أو عن سهو ، وإن نالوا شرف الأصل والنسبة ، إذ ليس من البعيد أن يصدر من بعضهم ما لا يليق صدوره من مثلهم من الهفوات الأخطاء الكبيرة أو الصغيرة التي عانى منها الأئمة ( عليهم السلام ) في كثير من القضايا والأمور . وقد عانى الإمام الكاظم ( عليه السلام ) من بعض إخوانه كما عانى آباؤه من بعض بني عمومته من قبل ، وهكذا بقية الأئمة ( عليهم السلام ) على ما تكفلت ببيانه الروايات وكتب التراجم . ولولا أن الأئمة ( عليهم السلام ) كانوا يعالجون هذه القضايا بالحكمة ، ورحابة الصدر ، وبعد النظر ، والصبر والتحمل لكان للصورة وجه آخر ، وقد وعدنا بعدم الخوض في تفاصيل ذلك ، ونكتفي بهذه الإشارة . وهذا هو أحد الامتيازات والفوارق بين المعصوم وغيره ، وإن كان هذا الغير - ينحدر في نسبه - من أهل البيت ( عليهم السلام ) . وثالثا : إن حكومة بني العباس في نظر الأئمة ( عليهم السلام ) لم تكن حكومة شرعية ، ولم تحظ بالتأييد والمساندة منهم ( عليهم السلام ) ، بل كانوا يظهرون لبعض خواصهم ممن له علاقة بالسلطة الحاكمة عدم مشروعية العمل للحكام والتحذير من الدخول في ولاياتهم ، أو السعي في قضاء حوائجهم ، وإن كان العمل بحسب الظاهر في نفسه بعيدا عن جرائمهم ومخازيهم ، ويرى الإمام ( عليه السلام ) أن إسداء أي خدمة لهم مهما كانت ، مشاركة لهم في الجريمة ، كما يكشف عن ذلك الحوار الذي جرى بين
92
نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 92