نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 91
ونحن إذ نستفظع ما نقرأ ، ونرتاع لما نتلوا من صحف صبغها المجرمون بدماء المظلومين ، فما ظنك بمن قاسى أهوال المآسي وفوادح الخطوب . والناس آنذاك إزاء ما يجري على أهل البيت ( عليهم السلام ) بين من أصبح آلة في أيدي الظالمين يحققون به أغراضهم ، ويتوصلون به إلى أهدافهم ، ويحقق بهم مطامعه ، وبين من أرعبه الخوف والهلع ، فانطوى على نفسه ، وتوارى وراء التقية خوفا على نفسه وعرضه وماله ، وبين من لا يعنيه من الأمر شئ فلم يبال بما يجري من أحداث . ثانيا : إن مما تقرر في مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) أن العصمة الخاصة - في هذه الأمة - منحصرة في النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والصديقة الزهراء ( عليها السلام ) والأئمة الاثني عشر ( عليهم السلام ) دون سواهم ، وقد قامت الأدلة العقلية والنقلية على ذلك ، مما هو مبثوث في الكتب الكلامية ، وقد أحلنا القارئ العزيز على بعض المصادر فيما تقدم . ولئن استفيد من بعض الأدلة أو القرائن عصمة بعض الأفراد من أهل البيت ( عليهم السلام ) كأبي الفضل العباس ، وعلي الأكبر ، والسيدة زينب بنت أمير المؤمنين ، والسيدة فاطمة المعصومة ( عليهم السلام ) ، فليس المراد بعصمة هؤلاء هي تلك العصمة الخاصة اللازمة ، وإنما المراد أنهم بلغوا مرتبة عالية من الكمال لم ينلها سائر الناس . على ما بيناه فيما سبق . وعلى هذا فما عدا هؤلاء من سائر أفراد أهل البيت ( عليهم السلام ) ليسوا
91
نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 91