نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 89
كان الإمام الصادق ( عليه السلام ) على تمام الحيطة والحذر ، يحبط كثيرا من مخططاتهم بأساليبه الحكيمة ، حتى إذا استشهد الإمام الصادق ( عليه السلام ) وقع الاضطراب الشديد في صفوف الشيعة ، وقد ذكرنا في مطلع هذا البحث شيئا من ذلك ، ومما زاد الأوضاع وخامة ظهور الدعاوى الكاذبة التي ساعدت على زيادة ضغط السلطة على كل من ينتمي لأهل البيت ( عليهم السلام ) في الفكر والعقيدة . وكادت معالم التشيع أن تنطمس لولا ظهور الإمام الكاظم ( عليه السلام ) في الوقت المناسب مع حراجة الظروف وخطورتها . فكانت الفترة التي عاشها الإمام الكاظم ( عليه السلام ) من أشد الفترات صعوبة ، ولا سيما في عهد الرشيد العباسي الذي كان على معرفة بأن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) هو صاحب الحق الشرعي ، وأن الشيعة لا ترضى بغيره بدلا . وإن أشد ما يقض مضجع الحاكم ويؤرق حياته أن يرى أحدا ينافسه على السلطان ، فهو إذ ذاك لا يقر له قرار ، ولا يهنأ له عيش ، ولا يشعر بالأمان حتى يفتك بخصمه أيا كان . ولم يدر هؤلاء الحكام أن سلطان أهل البيت ( عليهم السلام ) إنما هو على القلوب والأرواح ، فما عهد عن أحد من أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) أنه سعى للسلطة وتولي الحكم أو حمل سلاحا أو نظم جيشا ليقلب نظاما على صاحبه أيا كان ، حتى أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مع أنه كان الإمام والحاكم
89
نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 89