نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 77
فلما نظر في المسائل وأجوبتها ، قال ثلاثا : فداها أبوها . فإن صحت هذه الحكاية فهي تدل - أولا : - على أن السيدة فاطمة المعصومة عاصرت أباها مدة طويلة من الزمن فيكون القول بأن ولادتها سنة 183 ه أو 179 ه غير صحيح قطعا . وثانيا : تدل على المقام العلمي الرفيع الذي بلغته السيدة فاطمة المعصومة ( عليها السلام ) ، بل كما قال الشيخ مهدي پور إنه دليل على أنها عالمة غير معلمة ، هذا مع التوجه إلى أنها كانت صغيرة السن آنذاك [1] . ولئن لم يحفظ لنا التاريخ خصوصيات ما تلقته من العلم على أيدي أبيها وأخيها إلا أنه أبقى بين طياته نزرا من الروايات التي حدثت بها هذه السيدة الجليلة . ومما لا شك فيه أن علم الحديث من أجل العلوم وأشرفها ، فهو العلم الجامع للتفسير والفقه والأخلاق والكلام وغيرها من سائر المعارف الدينية . ويعود انتشار معارف الدين وبقائها إلى هذا العلم الجليل ، وقد قام علماء الشيعة بمساندة أئمتهم ( عليهم السلام ) بتعاهد هذا العلم حفظا وتنقية وتبويبا حتى وضعوا الموسوعات الروائية ، واشتهرت بينهم جملة من الكتب أصبحت فيما بعد مرجعا للشيعة يستقون منها معارفهم الدينية المختلفة ، وعليها تدور رحى مباحثهم العلمية ، كالكتب الأربعة