نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 50
ولسنا نقول : إن ما يعانيه هذا الإنسان من الهوان دائمي التحقق والوقوع ، وإنما هو مقتضى طبيعة الاسترقاق وشأنه ، وإلا فقد ينتقل المملوك من يد رحيمة إلى يد أرحم ، ومن عطف إلى ما هو أشد عطفا وشفقة وحنوا ، وربما كانت سعادة امرء أن يعيش مملوكا لا أن يعيش طليقا ، وفي ما يذكره التاريخ من قصة زيد بن حارثة حيث فضل الحياة مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على الحياة مع أبيه حتى بلغ الأمر أن تبناه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فكان يدعى زيد بن محمد بعد أن تبرأ منه أبوه إلى أن نزل قوله تعالى : * ( ادعوهم لآبائهم ) * [1] . وفي ما حدث به التاريخ من سيرة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأولاده مع مماليكهم شواهد تدل على أن ما ذكرناه ليس مطردا وفي جميع الأحوال ، فإن كثيرا من أولئك العبيد والجواري قد بلغوا مبلغا من العلم والفضيلة والشرف انحنى لهم التاريخ إجلالا لمقامهم واعترافا بسمو ذواتهم ، وإكبارا لعظمتهم ، لأنهم حظوا بقلوب عطوفة ، ونفوس رحيمة ، وعقول ناضجة مدبرة ، مكنتهم من تسنم أرقى الدرجات . إذن فتغيير الاسم يكشف عن حكمة بالغة أراد منها الشرع أن يخفف من شئ من المعاناة التي قد ينالها من قهرته الظروف فساقته إلى سوق الرقيق . ومن المحتمل أن يكون تعدد الأسماء للشخص الواحد لكونها