responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم    جلد : 1  صفحه : 49


غرضا من أغراضه ، وإنما هو أمر استثنائي وظرف طارئ اقتضى ذلك ، ولسنا في مقام دراسة هذه الناحية ، وتكفينا هذه الإشارة الإجمالية التي يتضح من خلالها عظمة الإسلام وسمو أحكامه وشرف مقاصده ونبل أهدافه .
ثم نقول : إن هذا الإنسان الذي قهرته الظروف فجعلت منه آلة لا يملك من أمره شيئا ، يمر بمعاناة وآلام نفسانية خطيرة ، وتعتصره المرارة حيث يرى نفسه عبدا حقيرا يستعبده غيره ، ممن قد يكون دونه شرفا ومكانة فتنهدم معنوياته وتنسد في وجهه الآمال والأحلام ، وربما يتنقل من يد تصفع إلى أخرى تلطم ، وهكذا يعيش محطما قد ارتبط مصيره بأيدي الباعة والنخاسين .
ومن هنا تتجلى الحكمة في استحباب تغيير اسمه عند الشراء لأنه بذلك يبدأ حياة جديدة ينسى فيها ماضيه البائس ، وأيامه السوداء ، وفي ذلك إعانة له على نسيان أو تناسي عهده السابق وتخفيف لآلامه ومعاناته .
وفي إطعامه الحلو دلالة أخرى : فإن فيها إشعارا ببداية عهد جديد لا مرارة فيه ، وهكذا في التصدق عنه بشئ .
وأما كراهة أن يرى ثمنه فهي أوضح دلالة وأجلى بيانا في مراعاة الشعور وحفظ الكرامة الإنسانية التي دأب الإسلام على مراعاتها والحفاظ عليها في جميع الأحوال والظروف .

49

نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم    جلد : 1  صفحه : 49
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست