نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 48
وفي الأحكام الجزائية التي وضعها الإسلام عند المخالفات الشرعية أكبر شاهد على ذلك ، إضافة إلى ما ندب إليه الدين ، ورغب فيه ، ووعد عليه الثواب ونيل الدرجات ، وإثارة الشعور الإنساني وتحريك الجانب العاطفي عند الأحرار نحو العبيد الذين قهرتهم ظروف معينة أصبحت فيها أمورهم وشؤونهم بأيدي غيرهم . هذا غير ما فتحه الإسلام من أبواب تمكن العبد من الدخول فيها للانطلاق من قيد الرقية ، فإن لذلك دورا آخر ساهم في القضاء على هذه المشكلة . نعم سوغ الإسلام الاسترقاق في حالة واحدة ، وليست هي أمرا ابتدائيا كما ذكرنا ، وهي ما ذكرته المصادر الفقهية من جواز الاسترقاق في حالة الحروب بين المسلمين وبين غيرهم من الملل الكافرة ، ولكن على ضوء شرائط معينة ، وفي حالات خاصة ، وقد تكفلت الكتب الفقهية ببيان ذلك ضاربة بذلك أروع المثل الأخلاقية . وإنما ساغ ذلك لأنه عمل جزائي لوقوفه في مواجهة الإسلام ومحاربته ، وقد كان في معرض القتل ، إلا أنه لما وقع أسيرا كان جزاؤه أن يسترق ، وفي ذلك تخفيف وامتنان عليه ، على أن هناك حلولا ذكرت في الفقه تعالج حالة الاسترقاق يتمكن من خلالها الخروج من هذه الحالة . ومن ذلك يظهر أن الاسترقاق ليس مقصودا في الشرع لذاته ، ولا
48
نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 48