نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 40
السياسة بإجراء عملي ، وبدأوا بأنفسهم ، وهم وإن لم يعطوا الفرصة ليمارسوا دورهم في تطبيق تعاليم الدين إلا أنهم لا يتخلون عن أداء وظيفتهم مهما أمكن ، لذلك اختاروا أمهات الأولاد الجواري - مع ملاحظة سائر الشرائط - ليثبتوا أن لا فرق بين أحد من الناس ، وأن ما وضع من الامتيازات لبعض دون بعض لم تكن بحسب المقاييس الإلهية ، وإذا كانت الظروف قد قهرت بعض أولئك النسوة فأصبحن يبعن في أسواق الرقيق فلا يعني ذلك أنهن خاليات من الشرف والفضيلة ، بل قد يكون العكس صحيحا ، فرب جارية أحاطتها العناية الإلهية لتكون قرينة للعصمة وأما للمعصوم ، وهذا ما حدث بالنسبة إلى أمهات بعض الأئمة ( عليهم السلام ) . ولا يقاس بعد ذلك فضل هذه الجواري والإماء اللاتي أصبحن أوعية لحمل الإمامة بأي امرأة أخرى ممن لم تحظ بهذا الشرف العظيم وإن كانت من أرقى البيوتات العربية بحسب الظاهر . الثالث : إن مما لا شك فيه أن رسالة النبي المصطفى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هي الخاتمة الناسخة لجميع الرسالات السابقة وهي الشاملة لكافة البشر ، فلا دين بعد دين الإسلام ، * ( إن الدين عند الله الإسلام ) * [1] ولا نبي بعد النبي محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . وذلك من البديهيات المسلمة التي لا مجال للنزاع فيها ، وأيدت ذلك الأدلة والبراهين .