نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 31
النساء ، بل كانت جليلة القدر عظيمة الشأن ذات منزلة رفيعة كما سيأتي بيان ذلك في محله من هذه الصفحات . الثاني : إن من أعظم الركائز التي قام عليها الدين هو إلغاء الفوارق الطبقية بين أبنائه والمنتسبين إليه ، وقد أكد القرآن الكريم في آياته ، والرسول العظيم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في سيرته على ذلك ، وكانت النظرة إلى جميع الناس على أساس من التساوي ونبذ الفوارق العرقية والنسبية ، وأن المعيار في التفاضل بين الناس هو مقدار ما يتحلى به الإنسان من الإيمان والتقوى ومكتسباته الشخصية : * ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) * [1] " ليس لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى " [2] وليس للعنصر العربي فضل على سواه ، وليس لسواه فضل عليه ، وليس ثمة ما يميز أحدهما على الآخر إلا مقدار قربه من الله تعالى ، أو بعده عنه ، ولذا رفع الإسلام من شأن سلمان الفارسي الأصل حتى غدا ينسب إلى أهل بيت العصمة فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( سلمان منا أهل البيت ) [3] ، ووضع الإسلام أبا لهب العربي الأصل والقرشي النسب ، وهو عم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حتى غدا من أشد الناس عداوة لله ولرسوله ، ونزل فيه قرآن يتلى : * ( تبت يدا أبي لهب وتب * ما أغنى عنه ماله وما كسب * سيصلى نارا ذات لهب ) * [4] . وقد اتخذ هذا المنهج القويم صورا وأشكالا مختلفة ، لتثبيت هذه
[1] سورة الحجرات الآية 13 . [2] مجمع البيان ج 9 ص 138 . [3] بحار الأنوار ج 22 ص 326 . [4] سورة المسد الآية 1 - 4 .
31
نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 31