نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 32
القاعدة ، حتى تكون هي المنطلق والأساس في تقييم الأشخاص ، وسعى سعيا حثيثا بالقول تارة ، وبالفعل أخرى ، لبيان أن الإنسان لا يقعد به نسبه ، ولا يعيقه عنصره ، أو صنفه ، عن تسنم أرفع الدرجات ، إذا كانت على وفق ما يريد الله ورسوله : * ( أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض ) * [1] . ولم يكن الأمر يقتصر على القضايا الرئيسية ذات الأهمية القصوى ، بل كانت تشمل الشؤون الجانبية الأخرى ، فما كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يفاضل بين أحد من المسلمين في العطاء - مثلا - ، وكان يرى أن المال مال الله والناس عباد الله ، وهكذا كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الذي أتخذ هذه السيرة النبوية منهاجا له ، يقتفي خطى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في تطبيقها على المسلمين معتبرا نفسه واحدا منهم ، وأنهم جميعا أخوة في الدين ، حتى أصبح هذا المبدأ أحد الأسس التي مهدت السبيل أمام كثير من الناس للالتحاق بهذا الدين والسير في ركابه . ولو أن هذا المبدأ أخذ مجراه كما أراد الله تعالى ورسوله ، وسعى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لتطبيقه ، لما احتجنا إلى حروب الفتوحات التي يعتبرها البعض إحدى إنجازات الإسلام الكبرى . وما يدرينا فلعل ما يحيق بالمسلمين من خصومهم من الكيد والعدوان إنما هو عمل انتقامي واقتصاص مما جرى في سالف الزمان