نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 30
مولاي ( عليه السلام ) من الدنانير فاستوفاه ، وتسلمت الجارية ضاحكة مستبشرة ، وانصرفت بها إلى الحجيرة التي كنت آوي إليها ببغداد ، فما أخذها القرار حتى أخرجت كتاب مولانا ( عليه السلام ) من جيبها وهي تلثمه وتطبقه على جفنها وتضعه على خدها وتمسحه على بدنها . فقلت تعجبا منها : تلثمين كتابا لا تعرفين صاحبه ؟ ! فقالت : أيها العاجز الضعيف المعرفة بمحل أولاد الأنبياء ، أعرني سمعك وفرغ لي قلبك ، أنا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم ، وأمي من ولد الحواريين ، تنسب إلى وصي المسيح شمعون أنبئك العجب . . . . [1] . إلى غير ذلك من القضايا التي دلت على أن الأمر لم يكن بصورة عفوية ، أو من القضايا الاتفاقية ، بل كانت على وفق تخطيط إلهي محكم ، وإن كانت لا تخرج عن ظاهرة الخضوع للأسباب المتعارفة ، والتي كانت يبدو فيها أن الأمر طبيعي جدا . أقول : لا يبعد أن يكون هذا أحد الأسباب التي دعت إلى أن تكون أمهات بعض الأئمة ( عليهم السلام ) من الجواري . وحيث أن أم الإمام الرضا ( عليه السلام ) كانت إحدى الجواري ، وإنما وقع اختيار الإمام الكاظم ( عليه السلام ) عليها لأنها كانت ذات شرف ومكانة وطهر وعفاف ، ولما كانت السيدة فاطمة شقيقة الإمام الرضا ( عليه السلام ) حيث يتحدان في الأب والأم يتبين أن أمها لم تكن امرأة عادية من سائر