نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 185
فلما خرجت منه تأملت هنيئة وعرض لي عطش فشربت الماء ، فعرض لي اختلاط ، فوقعت على الأرض ، فكأنه كان على ظهري جبل فحط عني ، وخرج نفخ بدني ، وبدل اصفرار وجهي إلى الحمرة ، ولم يبق في أثر من المرض ، فرجعت إلى بغداد لأخذ مؤنتي من مالي ، فاطلع أهلي وأقاربي ، فأخذوني وذهبوا بي إلى بيت فيه جماعة فيها أمي ، فقالت لي : سود الله وجهك ، ذهبت وكفرت ، فقلت : ترين ما بقي من مرضي أثر ، فقالت : هذا من السحر ، ونظر سفير الدولة الانگليزية إلى عمي ، وقال : إذن لي أن أؤدبه ، فإنه قد كفر اليوم ، وغدا يكفر جميع طائفتنا ، فأمر بي فجردوني واضجعوني وضربوني بالآلة المعروفة بقرباچ ، وهو مشتمل على شعب من السيم الموضوعة على رأسه شبه الأبر ، فجرى الدم من أطراف بدني ، ولكن لم يؤثر فيه من جهة الوجع والألم ، إلى أن وقعت أختي نفسها علي فكفوا عني ، وقالوا لي : اقبل على شأنك ، فرجعت إلى الكاظمين ( عليهما السلام ) ، ودخلت على الشيخ المعظم فلقنني الشهادتين ، وأسلمت على يديه ، فلما كان وقت العصر بعث المتعصب العنيد ( نامق باشا ) رسولا إلى الشيخ ومعه كتاب فيه : إن رجلا أتى إليك ليسلم ، وهو من رعايانا وتبعة الإفرنج ، فلا بد أن يسلم عند القاضي ، فأجابه : إن الذي ذكرته أتى عندي ثم ذهب لشأنه ، وأخفاني وبعثني إلى كربلاء ، واختتنت هناك ، وزرت المشهد الغروي ، ورجعت ، ثم بعثني مع رجل صالح من أهل اصطهبانات من توابع شيراز إلى العجم ، وكنت في القرية المذكورة سنة ، فلما دخلت بلد الكاظم ( عليه السلام ) تحرك في عرق الرحم ، واشتقت إلى لقائهم ، وذكرت
185
نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 185