نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 176
أقول : إن مقام الشفاعة وإن كان شامخا إلا أن للسيدة فاطمة المعصومة مقاما آخر عبر عنه بالشأن . ومما يدل على ذلك ما نقله لي صديقي العزيز المحقق الشهير الفاضل السيد مهدي الرجائي - ورأيته في أكثر من كتاب [1] - عن السيد محمود المرعشي ، عن أبيه السيد شهاب الدين ، عن جده السيد محمود المرعشي ، أنه كان يريد معرفة قبر الصديقة الزهراء ( عليها السلام ) ، وقد توسل إلى الله تعالى من أجل ذلك كثيرا ، حتى أنه دأب على ذلك أربعين ليلة من ليالي الأربعاء من كل أسبوع في مسجد السهلة بالكوفة ، وفي الليلة الأخيرة حظي بشرف لقاء الإمام المعصوم ( عليه السلام ) ، فقال له الإمام ( عليه السلام ) : " عليك بكريمة أهل البيت " ، فظن السيد محمود المرعشي أن المراد بكريمة أهل البيت ( عليها السلام ) هي الصديقة الزهراء ( عليها السلام ) فقال للإمام ( عليه السلام ) : جعلت فداك إنما توسلت لهذا الغرض ، لأعلم بموضع قبرها ، وأتشرف بزيارتها ، فقال ( عليه السلام ) : مرادي من كريمة أهل البيت قبر السيدة فاطمة المعصومة ( عليها السلام ) في قم . ثم قال : إن الله تعالى قد جعل قبر الصديقة الزهراء من الأسرار ، وقد اقتضت الإرادة الإلهية تبعا لبعض المصالح أن يكون قبرها مخفيا لا يطلع على موضعه أحد من الناس ، فلا يمكن الإخبار عنه ، ولكن جعل الله قبر السيدة فاطمة المعصومة موضعا يتجلى فيه قبر الصديقة الزهراء ( عليها السلام ) ، وإن ما قدر لقبر الصديقة الزهراء ( عليها السلام ) من الجلال والعظمة
[1] كريمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ص 43 - 45 وسيدة عش آل محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ص 37 - 38 .
176
نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 176