نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 119
والترويع والظلم ما جعل أيام حياتها القصيرة تمتزج بالآلام والأحزان والمآسي . لوعة الوداع : قد يتوهم البعض بأن الإمام الرضا ( عليه السلام ) عاش حياة مستقرة آمنة ، ولا سيما أنه أمضى السنوات الأخيرة من عمره في البلاط العباسي ، فكان في مأمن من ملاحقة السلطة ، بل في موقع الزعامة حيث بويع بولاية العهد ، فكان الرجل الثاني في دولة واسعة مترامية الأطراف ، ولم يكن هناك ما يخشاه . ولكن الحقيقة أمر آخر غير هذا الظاهر ، فإن أقسى السنوات التي مرت عليه هي السنوات الأخيرة من عمره ، وعاش في حصار قد فرض عليه لم يستطع الخلاص منه ، حتى قيل إن الإمام الرضا ( عليه السلام ) كان أكثر الأئمة ( عليهم السلام ) عملا بالتقية ، لشدة ما عاناه من سلطة بني العباس . وتؤكد الدلائل والشواهد التاريخية على أن السياسة العباسية جعلت من الإمام وسيلة لتحقيق أهدافها ، حتى إذا بلغت ما أرادته نكبت به ، كما نكبت بآبائه من قبله ، وبأبنائه من بعده . إن ما فعله هارون الرشيد وأسلافه من قبله بالعلويين من القهر والبطش والإبادة والتشريد ، وما تمخض عن ذلك من الثورات العلوية في أطراف البلاد ، ومن النقمة العامة على الحكم العباسي حتى قال
119
نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 119