نام کتاب : الفاطمة المعصومة ( س ) نویسنده : محمد علي المعلم جلد : 1 صفحه : 100
نازعتني هذا الأمر لأخذت الذي فيه عيناك ، فإن الملك عقيم [1] . وهكذا كان الأئمة ( عليهم السلام ) مع الحكام في كل عصر من عصورهم ، فلم يكن أحد من الأئمة ( عليهم السلام ) ليتخلى عن منصب الإمامة مهما كانت الظروف ، ولئن لم يتمكن الأئمة ( عليهم السلام ) من ممارسة أدوارهم في الظاهر إلا أنهم قاموا بوظيفتهم في الواقع ، وإذا كان ثمة تقصير فهو من الناس حيث ضلوا الطريق فتاهوا ، لا من الأئمة ( عليهم السلام ) ، وقد فاز بذلك شيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) فساروا في ركاب أئمتهم ، وركبوا في سفينتهم والعاقبة للمتقين . ولا شك أن هذا الموقف الصارم من الأئمة ( عليهم السلام ) في مسألة الإمامة يجعل ردة الفعل من قبل الحكام عنيفة جدا ، بحيث تصبح حياة الأئمة ( عليهم السلام ) وشيعتهم مهددة بالأخطار ولا ينافي ذلك أمر التقية ، لأنها إنما تسوغ في بعض المواطن وليس هذا منها . وبعد هذا كله نقول : جاء في وصية الإمام الكاظم ( عليه السلام ) لابنه الإمام الرضا ( عليه السلام ) بما يتعلق بهذا الموضوع أنه ( عليه السلام ) قال : وإني قد أوصيت إلى علي وبني بعد معه ، إن شاء وآنس منهم رشدا ، وأحب أن يقرهم فذاك له ، ولا أمر لهم معه . . . وإلى علي أمر نسائي دونهم . . . وإن أراد رجل منهم أن يزوج أخته فليس له أن يزوجها إلا بإذنه وأمره ، فإنه أعرف بمناكح قومه ، . . . وأمهات أولادي من أقامت منهن في منزلها وحجابها